المجلس السياسي بين إدارة البلاد ومستقبل المسار التفاوضي في الكويت
30 يوليو، 2016
550 9 دقائق
يمنات – صنعاء
قالت صحيفة “الأخبار” اللبنانية، إن الجولات التفاوضية بين الأطراف اليمنية لم تكن إلا انعكاساً واضحاً لنبض الميدان والعمليات العسكرية.
و أضافت: في كل مرة كانت قوات التحالف السعودي تعمد فيها إلى تسعير الجبهات والحشد فيها بغية إحداث خروق لتوظيفها على طاولة المحادثات.
و أوضحت في مفاوضات جنيف الأولى والثانية، حشدت القوات الإماراتية والقوات الموالية لـ”هادي” لـ«تحرير تعز» باعتبارها مفتاحاً للسيطرة على صنعاء.
و قالت: في كلتا المرحلتين، فشلت الهجمات على تعز وفشل معها التوظيف السياسي واستثمارها في جنيف. وقبل الدخول في محادثات الكويت، كانت القوات السعودية وحلفاؤها قد شنوا ما يقرب من 30 هجوماً عسكرياً كبيراً على مدينة ميدي الصغيرة التي تبعد عن الحدود الصحراوية بين اليمن والسعودية 30 كلم، إلا أن كل هذه الهجمات فشلت في إسقاط مدينة ميدي بحجة.
و أضافت: أثناء الجولة الثانية من محادثات الكويت، شنت السعودية والمجموعات المسلحة الموالية لها هجوماً على منفذ حرض الحدودي بمؤازرة كثيفة من طيرانها،غير أن القوات اليمنية، صدّت الهجوم وأوقعت خسائر كبيرة في صفوف المهاجمين، إضافة إلى هجمات متعددة على نهم ومأرب شرقي صنعاء، ولم يكن بإمكان وفد حكومة هادي الاستفادة منه عملياً على طاولة الحوار.
و أشارت إلى أن المفاوضات استمرت في الكويت أكثر من ثلاثة أشهر ولا تزال على حالها من المرواغة، على الرغم من إعلان وفد حكومة هادي الانسحاب التي تبعتها محاولات دولية لإنقاذ المشاورات.
و نوهت إلى أنه و في الجولتين الأخيرتين في الكويت، عاد الأطراف إلى المربع الأول، وبرغم عدم تحقيق السعودية وحلفائها أي إنجاز على الأرض، كان وفد حكومة هادي يرفع سقف مطالبه مصرّاً على سحب السلاح الثقيل من «أنصار الله» وانسحابهم من المدن، ويرفض المشروع السياسي وتشكيل مجلس رئاسي أو حكومة وفاقية تجمع الأطراف كافة وتشرف على تنفيذ الخطة الأمنية.
و قالت: جاء الاتفاق بين «أنصار الله» و«المؤتمر الشعبي العام» وحلفائهما على تشكيل «مجلس سياسي أعلى» مكوناً من عشرة أعضاء بهدف توحيد الجهود لمواجهة العدوان السعودي وحلفائه، لإدارة شؤون الدولة في البلاد سياسياً وعسكرياً وأمنياً واقتصادياً واجتماعياً وغير ذلك وفقاً للدستور.
و اعتبرت أن خطوة إعلان المجلس السياسي أتت في توقيت مدورس وموفق بعد إعلان فشل المفاوضات من قبل أمير الكويت نفسه الذي تستضيف بلاده المحادثات.
و لفتت إلى أن الإعلان عن الاتفاق في سياق تصعيد سياسي من الجانب اليمني، رداً على إفشال المفاوضات وانسداد الافق السياسي والتزمت السعودي برفض أي صيغة توافقية وفي ظلّ إصرار الرياض بعدم القبول بالحلول الوسط.
و قالت: لا شك أن الإعلان عن تشكيل المجلس السياسي الأعلى فاجأ الجانب السعودي باعتباره خطوة سياسية لا تقل أهمية عن الصمود الميداني والرسائل العسكرية الحدودية، التي سبقت الإعلان السياسي؛ غير أن السعودية، كعادتها، لم تدرك أن مرحلة خروقها العسكرية وتعنتها السياسي لن تستمر من دون أن يطاولها الرد.
و نوهت إلى أن مفاعيل هذه الخطوة سريعة في وسائل الإعلام السعودي والخليجي، الذي توعد بعضه بـ«تدمير صنعاء» وتحميل المكونات الوطنية اليمنية المسؤولية عن ذلك.
و أشارت إلى أن الإعلان الصادر في صنعاء يقطع الطريق على الرهانات الخاطئة التي ابتدأت منذ بداية الحرب بشق الصفوف الوطنية وبث الفرقة بين مكونات الشعب.
و قالت: لن يلغي تشكيل المجلس السياسي الأعلى المسار التفاوضي، بل سيضيف إلى جعبة وفد صنعاء ورقة قوة، لا يستطيع الطرف الآخر تجاوزها.
و كان المتحدث باسم «أنصار الله» محمد عبد السلام، قد أكد أن الاتفاق لن يؤثر في النقاشات في الكويت، مضيفاً أنه إذا توافقت الأطراف اليمنية على أي حل سياسي «سنكون وكل حلفائنا في طليعة من يتبنى ذلك ويتحرك في إطاره ويدعم تنفيذه».